img Leseprobe Leseprobe

الشرائع أصول النظام الاجتماعي

الأستاذ الدكتور بسيومي الخولي

PDF
30,99
Amazon iTunes Thalia.de Weltbild.de Hugendubel Bücher.de ebook.de kobo Osiander Google Books Barnes&Noble bol.com Legimi yourbook.shop Kulturkaufhaus ebooks-center.de
* Affiliatelinks/Werbelinks
Hinweis: Affiliatelinks/Werbelinks
Links auf reinlesen.de sind sogenannte Affiliate-Links. Wenn du auf so einen Affiliate-Link klickst und über diesen Link einkaufst, bekommt reinlesen.de von dem betreffenden Online-Shop oder Anbieter eine Provision. Für dich verändert sich der Preis nicht.

الأستاذ الدكتور بسيومي الخولي img Link Publisher

Geisteswissenschaften, Kunst, Musik / Religion/Theologie

Beschreibung

أوضحنا في مصنف خلى كيف أن الإله العظيم بحكمته وطلاقة قدرته ضمّن رسالاته إلى المكلّفين من خلقه ذوي العقل والإرادة شعائر فرضها عليهم ليتواصلوا من خلالها معه .
ولتغذي أرواحهم وتحفزها دوماً ولتهذب جوارحهم وهم يباشرون حركتهم من أجل إعمار الكون وتفعيل الوجود ومن ثم فالشعائر موجهة إلى الروح وهو الشق الرمزي الخفي من الإنسان .
وفي هذا المصنف نبيّن كيف أن الخالق سبحانه ضمنّ رسالاته كذلك شرائع محكمة واضحة تنصرف إلى تمكين منهج الله في الكون وضبط حركة وسلوك بني البشر وكأن حركة الإنسان في الكون منضبطة ومحكومة بتأثير ضابطين :
الضابط الأول هو تأثير الشعائر في تهذيب جوارح البشر أثناء حركتهم في الكون والوجود .
الضابط الثاني هو الشرائع التي ضمّنها الله رسالاته وتستهدف ترتيب وتنظيم حركة الإنسان في الكون .  
ومن شأن ضبط وتقويم حركة الإنسان في الكون عبر الضابطين الموضحين أعلاه أن ينزع بالإنسان نحو أداء الشعائر وعبادة الله والتواصل معه بتفانٍ ورضى وانسجام ما يستوجب رضى الله وحبه ومغفرته وتيسير حركته في الكون .
وهذا هو الشق المادي البادي من الإنسان الذي وُجّهت إليه الشرائع لكي تضبط سلوكاته وحركاته وعليه تحكم الشعائر الشق الروحي في الإنسان لأنها تناسبه وتحكم الشرائع الشق المادي في الإنسان لأنها كذلك تناسبه .
وهذا هو التوازن الذي ساوت من خلاله ووازنت شِرعة الإسلام بين شقي الإنسان الروح والمادة ولم تغلّب أحدهما على الآخر بل خصصت لكل شق ما يتواءم مع طبيعته وتكوينه ونشاطه وتفاعلاته وحركته في الكون .
فالإنسان يسلم لله ويؤمن به ويتواصل معه من خلال روحه ومن ناحية أخرى يعبده من خلال الشعائر التي هي أفعال ،ثم يباشر حركته ونشاطه في الكون عبر بدنه وجوارحه وفق منهج الله .
ومن ثم جاءت الرسالات من عند الله لتحمل من الوسائل والآليات ما يعالج مكونات كل شق دون تغليب لأحدهما على الآخر ومن شأن ذلك التوازن ألا يجعل الإنسان روحياً معرِضاً عن النشاط والحركة ولا مادياً دون روح ولا يعرف إلا النشاط والحركة .   
نحن وكل من قرر أن يتصدى لتأمل ودراسة وتحليل الظواهر الإنسانية الاجتماعية أي الإنسان في مجتمعه لا مفر لدينا من الانطلاق من حقيقة مطلقة .
وهي أن الإله الخالق قد قضى بتشكل الظواهر الإنسانية الاجتماعية ضمن قضائه الذي قضاه في الكون وتفضي هذه الحقيقة إلى نتيجة جوهرية وهي أن الظواهر الإنسانية الاجتماعية تمثل حتمية حياتية تمت بكيفية معينة وتشكّل وتوجّه حركة الإنسان في الكون بطريقة معينة وفي اتجاه معين
إن ثمة تماهياً بين الإرادة الإلهية وقضاء الله فكل قضاء الله هو بإرادته وكل ما يريده الله يقضي به ولا يجد دارسو الظواهر الإنسانية الاجتماعية صعوبة في إثبات ما نقول به أو التوصل إليه.
وعلى ذلك فقد كانت الظواهر الإنسانية الاجتماعية بكيفية وهيئة معينة وتتفاعل مع ذاتها ومع الكون بطريقة معينة محكومة في ذلك بضوابط وقوانين مصدرها الإله الخالق .
لقد جاءت الظواهر الإنسانية الاجتماعية مرتبة بطريقة تتوافق مع إرادة وقضاء الله في الكون .
وذلك لأن الإنسان والمجتمع الذي شكّله هو نتاج قضاء الله في الكون وقد جاء وفق مشيئته .
كذلك فحركة الإنسان في الكون التي تتم وفق ما قضى الخالق العظيم تتولد عنها الظواهر المذكورة فكل حركة تولّد ظاهرة .
ولأن الإنسان مخلوق عاقل مفكر استخدم عقله وتفكيره فيما يتجاوز متطلبات غريزته وواصل التفكير في فهم وتفسير الواقع .
والتعاطي والتعامل مع ما يحيط به كانت الظاهرة الفكرية [الثقافية] هي أول الظواهر الإنسانية الاجتماعية .
ولأنه منذ خُلق وهو يألف التجمع في إطار رابطة ذات خصوصية للتناسل والتكاثر ،كانت الظاهرة المجتمعية هي الظاهرة التي تلي ظاهرة الفكر [الثقافة] ولعل تلك الظاهرة غريزة فطرية في تكوين الإنسان وفطرته .
ولأنه منذ أن خٌلق في هذه الأرض أخذ يواجه ويكابد صعوبات ومشاق الحياة ويتعاطى ويتعامل ويتفاعل مع عناصر الوجود ومفردات الكون التي تحيط به من أجل الحفاظ على وجوده وكفالة تفاعله وضمان تطوره وسط مكونات وتفاعلات هذا الكون الصاخب بالحركة والنشاط ،لذلك كانت الظاهرة الحضارية .
وباستخدام العقل المفكر وفي إطار التجمع وفي مواجهة ظواهر الكون وعناصر الوجود شرع الإنسان يبحث عن متطلبات الغريزة .
حتى يؤمّن الحياة ويضمن الاستمرار والبقاء فواجه صعوبات شحة الموارد التي واجهها بمواءمة متطلباته وحاجته مع المتوافر منها فكانت الظاهرة الاقتصادية .
ومنذ أن تشكل المجتمع الإنساني بأبسظ صوره كان في حاجة إلى التنظيم والترتيب والقيادة والبحث عمن يستطيع القيام على أمر أفراده وتنظيم العلاقات فيما بينهم فكانت الظاهرة السياسية وما يرتبط بها من إدارة وقانون وما إلى ذلك من ارتباطات أخرى .
أسلفنا أن الظواهر الإنسانية الاجتماعية هي قضاء الله وإرادته في الكون ومن أجل إنفاذ منهج الله وترتيب وتنظيم العلاقات بين البشر كان التشريع الإلهي ضمن الرسالات وهذا التشريع أنزله الله على المجتمعات الإنسانية في نموذجين .
النموذج الأول من التشريع نزل في رسالات على أقوام من أجل إصلاح وتنظيم المجتمعات التي يعيشون فيها .
وكان ذلك هو واقع حال كل الرسالات التي نزلت على المجتمعات قبل مجيئ شريعة الإسلام فأقوام نوح وهود وصالح ويونس وإبراهيم.
ولوط وشعيب وموسى وعيسى جاءتها رسالات الإله من أجل إصلاحها لا من أجل تأسيس وتشكيل مجتمعات جديدة !!
النموذج الثاني من التشريع هو النموذج الذي نزل على العرب في شرعة الإسلام وهو تشريع جله إنشائي وقليله إصلاحي وكان هو الأساس والحافز لإنشاء مجتمع جديد قائم على التشريع الإلهي .
وتتمثل مهام التشريع الإلهي في المجتمعات التي نزل إليها ومن أجلها في تأسيس المكونات النظمية والهيكلية لتلك المجتمعات والحفاظ عليها من التصدع والإنهيار .
وذلك لأنه تشريع يجمع صفات الكمال والمثال إضافة إلى كونه أخبر بطبيعة الناس وأقدر على التعاطي معهم ومعالجة أحوالهم .
لقد ساهمت الشرائع التي هي التشريع الإلهي بصدق وواقعية وبشكل مباشر في صياغة النظم بكافة أنواعها وأشكالها في دولة الرسول الكريم ودولة الخلافة الراشدة .
وهذه الحقيقة كفيلة بأن تفند كل ما يسوقه الكثيرون من تشكيك في قدرة ذلك التشريع على صياغة النظم وتشكيل التنظيم وضبط السلوكات .
إن الشق التشريعي في رسالة الإسلام قادر وكفيل بأن يصيغ النظم ويشكل التنظيمات ويضبط سلوكات أبناء المجتمعات المسلمة .
في أي وقت وفي أي مكان وذلك يكمّل ويتمم دوره الذي أدّاه في عصور الإسلام الزاهرة [النبوة والخلافة] .           
ويتجسد نتاج التشريع الإلهي في مهام ثلاث : تتمثل المهمة الأولى في عبادة الله التي خلق من أجلها الناس .
وتتمثل المهمة الثانية في إعمار الأرض وتتمثل المهمة الثالثة في إقامة الحياة الطيبة التي يصبو إليها كل إنسان .
ولكن نظرة فاحصة على المجتمعات المسلمة تؤكد على أن تلك المجتمعات لم تعد تلتزم بالشرائع التي تمثل الشق التشريعي من الرسالة ولذلك أسبابه المتعددة والمتنوعة .
ولذلك الإعراض تطوره التاريخي وله كذلك نتائجة التي انعكست بشكل واضح على المجتمعات المسلمة .
في هذا المصنف نتناول دور الشرائع في ترسيخ الجانب المادي من الإنسان وهو المتعين في حركته داخل المجتمع البشري وذلك من خلال الفصول الخمسة التالية :
الفصل الأول : الإرادة الإلهية قضت بتشكل الظواهر الإنسانية الإجتماعية .
الفصل الثاني : التشريع الإلهي في الرسالات .
الفصل الثالث : الشرائع الإلهية والمجتمع .
الفصل الرابع : نتاج التشريع الإلهي .
الفصل الخامس : تخلي المجتمعات المسلمة عن الشرائع .  

Weitere Titel in dieser Kategorie
Cover لعلكم تتقون
وسيم حبال
Cover الأوابد
عبد الوهاب عزام
Cover ملخص كتاب تثريب
سلطان موسى الموسى
Cover ملخص كتاب الرحيق المختوم ج 2
صفي الرحمن المباركفوري

Kundenbewertungen