img Leseprobe Leseprobe

قراءة في تاريخ العلاقة بين القومية والإسلام

الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي

PDF
30,99
Amazon iTunes Thalia.de Weltbild.de Hugendubel Bücher.de ebook.de kobo Osiander Google Books Barnes&Noble bol.com Legimi yourbook.shop Kulturkaufhaus ebooks-center.de
* Affiliatelinks/Werbelinks
Hinweis: Affiliatelinks/Werbelinks
Links auf reinlesen.de sind sogenannte Affiliate-Links. Wenn du auf so einen Affiliate-Link klickst und über diesen Link einkaufst, bekommt reinlesen.de von dem betreffenden Online-Shop oder Anbieter eine Provision. Für dich verändert sich der Preis nicht.

الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي img Link Publisher

Geisteswissenschaften, Kunst, Musik / Religion/Theologie

Beschreibung

لا يُنكَر أن القومية قد أعطت للإسلام فهي التي حملت أول مشاعله ثم واصلت حمل هذا المشعل إلى أن ظهر الإسلام على الدين كله متبلوراً في شكل دولة قوية واسعة الأرجاء ولكنها متعددة القوميات.
ولا يُنكَر أيضاً أن القوميات التي فعلت كل ذلك متضامنة ومتكاتفة مع بعضها هي ذاتها التي نخرت في عظام تلك الدولة وظلت هكذا إلى أن خارت وتهاوت وفي حركة عكسية تحولت القومية من أداة تجميع وتوفيق ولمّ وهي في طور الألفة والعطاء والنوايا الحسنة إلى معول تفريق وتأليب وبعثرة وهي في طور الشراسة والشحة والنوايا السيئة فما الذي نقل القومية من طورها الأول المرجو والمحبب إلى الطور الثاني المحبط والمنفر ؟
ما خطب تلك الرابطة المحيرة ! وما شأن ذلك الانتماء المرجف  كيف تكوّن أنثربولوجياً ! وكيف يتبلور وجدانياً ! وكيف يتحدد نفسياً وكيف يتشكل اجتماعياً ومجتمعياً ! وكيف يتم التعامل والتعاطي معه فكرياً وموضوعياً ! وكيف يترك آثاره وإفرازاته ! وكيف يُستفاد من مزايا تلك الإفرازات والآثار ! وكيف يمكن تلافي مثالب نفس الإفرازات والآثار ! وما هي رؤية الإسلام للقومية بما لها وما عليها !
من الصعوبة بمكان الادعاء بأن ثمة عداءاً بين القومية والإسلام من البداية بل إن ثمة علاقة من نوع خاص بين الرابطتين علاقة تقوم على التداخل والتقاطع فالقومية لم ترفض الإسلام ولم تعاديه بل دعمته وأضافت إلى قوته وساعدت على نشره وتمتين كيانه عدداً وعتاداً والإسلام من جهته قدّر لها ذلك وشرّفها بانتسابها إليه واعتناقها له واعترف بأهميتها وساوى بينها وابتكر من القيم والمبادئ ما يحدد إطار حركتها ويشكل حدود تفاعلاتها إلا أن القومية تمردت على أوضاعها وخرجت متجاوزة حدودها التي وضعها لها الإسلام ، فأرادت أن تأخذ بغير حساب وإلى ما لا نهاية والإسلام تعويلاً على سماحته لم يشأ أن يصدمها فيفقد دورها وعطاءها .
لقد أراد الإسلام أن يحصر دور القومية في حدود التعارف والاجتماع والتآخي والاتفاق وليس لأن تكون مدعاة للتفاخر والتناجز والرغبة في الظهور على ما سواها فعند لحظة تاريخية معينة أراد الإسلام أن يهذب جموح القومية ويقف به عند حدود مقبولة ولا تضر بالكيان الذي ساعدت القومية في إيجاده .
وكأن القومية اجتهدت من أجل إيجاد كيان لم تحافظ عليه بل واصلت اجتهادها من أجل تمزيقه وقد كانت هذه اللحظة التاريخية هي النقطة الفارقة بين القومية والإسلام حيث اتضحت نوايا وأهداف ومقاصد كل منهما .
فالقومية علاقة ارتباطية ناتجة عن إنتماء مجموعة من البشر إلى عرق معين وانحدارهم من سلالته وتعويلاً على اشتراكهم في رابطة الدم والتاريخ والواقع تتبلور لديهم ثقافة واحدة وأيديولوجيا مشتركة وتتجسد القومية في واقع جغرافي وتنظيم سياسي واجتماعي واستقلال وسيادة معتبرة في شكل أمة ومن المنطقي أن يتم التعبير عن كل ذلك في حضارة تقدم نموذجاً مدنياً ونسقاً قيمياً .
منذ متى تحددت معالم توزيع السلالات البشرية الرئيسية في العالم وماذا عن خرافة السمو العرقي أو العنصري وما هي رؤية التشريع الإلهي لدعوى السمو العرقي ؟! وكيف كان حال القومية التي استقبل أبناؤها الإسلام قبل أن تشرُف بهذا الحدث التاريخي الذي غيّر مسار البشرية إلى يوم القيامة ؟!
إنه لأول مرة في تاريخ البشرية ولآخر مرة كذلك يحدث تلاقي بين القومية التي تربط الأبدان ببعضها مع الدين الذي يربط بين الأرواح وبعضها دون نظر لعرق أو لعنصر هنا تحقق أسمى ما يمكن أن يصل إليه العناق بين القوميات في كنف دين الله الخالص الذي هذّب وشذّب تلك القوميات ونزع منها كل مخالب الأثرة ووطد مكانها مكارم وفضائل الإيثار .
ولم تستمر هذه الوضعية النموذجية طويلاً بين القومية والإسلام إذ لم تلبث أن ولّت وحلّ محلها شكل من أشكال الترابط القلق فالقومية عاودها الحنين إلى النرجسية وحب الذات وجموح التفوق والسيادة والإسلام لا زال يجاهد من أجل التهذيب والتشذيب وحتى ذلك الترابط القلق بين القومية الجامحة والإسلام المكافح لم يستمر ،بل سرعان ما تلاشى هو الآخر وحل محله كيانان بارزان مستقلان أولهما قومية ذات هوية فجة عنيدة وثانيهما إسلام مغلوب على أمره تحول إلى دين ونسك ليس إلا وظلت علاقة القومية بالإسلام غامضة ترعاها سيطرة أوربية ثم وطنية وقومية تتآلفان في تنافر نتناول ذلك السجال التاريخي في ستة فصول كما يلي :   
الفصل الأول : رؤية في نشأة الانحدار السلالي وخرافة السمو العرقي .
الفصل الثاني : القومية العربية قبل الإسلام .
الفصل الثالث : التلاقي بين القومية (رباط الأبدان) وبين الإسلام (رباط الأرواح) .
الفصل الرابع : الترابط  القلق بين القومية والإسلام .
الفصل الخامس  : الهوية القومية والديانة الإسلامية .
الفصل السادس : القومية والإسلام علاقة غامضة في ظل سيطرة أوروبية .

Weitere Titel von diesem Autor
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
الأستاذ الدكتور بسيوني الخولي
Weitere Titel in dieser Kategorie
Cover لعلكم تتقون
وسيم حبال
Cover الأوابد
عبد الوهاب عزام
Cover ملخص كتاب تثريب
سلطان موسى الموسى
Cover ملخص كتاب الرحيق المختوم ج 2
صفي الرحمن المباركفوري

Kundenbewertungen